رؤية 2030 هي رؤية المملكة العربية السعودية للمستقبل وتطوير الألعاب الإلكترونية هي من ضمن أهداف الرؤية. تم إطلاق الرؤية في عام 2016، وهي مبنية على ثلاث ركائز: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، و وطن طموح.

 ومن أحد أهداف الرؤية هي رعاية الشركات الناشئة للألعاب وتعزيز إنتاج الألعاب التي تعزز الثقافة السعودية والعربية. وكانت الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف هي فهم دوافع وتطلعات الأشخاص الذين يعملون على الألعاب السعودية الناجحة.

نستعرض في هذه المقالة ملخص لنتائج تقرير شركة Nine66، وهي شركة تابعة لمجموعة Savvy Games Group. قامت Nine66 بمقابلة 51 مطور للألعاب في السعودية في 2022 وكانت الأهداف الرئيسية هي: 

1. اكتساب فهم أعمق لمجال تطوير الألعاب المحلية.

2. فهم احتياجات المطورين المحليين لتمكينهم من تنمية مجال تطوير الألعاب المحلية.

3. استخدام نتائج الاستطلاع لتوجيه المبادرات المستقبلية بشكل أفضل.

1. نظرة عامة عن المطورين:

اتضح أن غالبية المطورين السعوديين تبلغ أعمارهم 34 عامًا أو أقل – حيث أن متوسط أعمارهم كان أقل بالمقارنة مع صناع الألعاب من الدول الأخرى الذين يبلغ متوسط أعمارهم 35 عامًا أو أكثر. 

وعندما يتعلق الأمر بمستوى التعليم، فإن 77٪ من المطورين الذين تمت مقابلتهم حاصلون على درجة البكالوريوس. ويعتبر تخصص علوم الحاسوب هو التخصص الأكثر شعبية بين المطورين (39٪)، يليه الهندسة (26٪).

يستخدم المطورون Google (36٪) و YouTube (26٪) والمنتديات عبر الإنترنت مثل Unity Forum و Stack Overflow (18٪) كمصادر رئيسية للمعلومات.

تشمل المصادر الأخرى مرشدين حقيقيين (10٪)، وسيرفرات Discord (5٪)، ومنصات تعليم رقمية مثل Udemy (4٪). وغالبًا يسألون أقرانهم أو مرشديهم إما مباشرة أو من خلال المنصات الاجتماعية عندما يتعلق الأمر بمشاكل أكثر تعقيدًا. 

أهم المهارات في مطوري الألعاب هي الإنتاج بنسبة 36٪، وتصميم الألعاب وفن ثلاثي الأبعاد في المرتبة الثانية بنسبة 34٪.

2. الأدوات المستخدمة في تطوير الألعاب: 

يحتاج المطورين إلى أن يكونوا على دراية بمجموعة كبيرة ومتنوعة من أدوات تطوير الألعاب. عندما يتعلق الأمر بمحركات الألعاب ، فإن Unity هي المفضلة حيث قال 84٪ من مطورينا إنهم استخدموها كأداة تطوير ، يليها 29٪ يفضلون Unreal Engine و 6٪ يستخدمون GameMaker. ومن أبرز الأسباب لاستخدام Unity بنسبة كبيرة من المطورين السعوديين هي أنهم ذكروا أنه الخيار الأفضل لأولئك الذين لديهم خبرة سابقة قليلة أو معدومة.

 كما ذكروا برنامج Blender وهي أداة فنية ثلاثية الأبعاد (3D) مفتوحة المصدر ومجانية الاستخدام والتي أصبحت شائعة مع المطورين وصانعي المحتوى في جميع أنحاء العالم.

عندما يتعلق الأمر بالتصميم ثنائي الأبعاد (2D) فإن Photoshop هو الأكثر استخدامًا حيث أن نصف المطورين الذين تمت مقابلتهم يستخدمون Photoshop كبرنامج أساسي.

3. نظرة عامة عن المشاريع: 

حتى الآن تم تطوير 419 لعبة من المطورين الذين تمت مقابلتهم، معظمها عبارة عن مشاريع صغيرة الحجم وتم نشر 205 من هذه الألعاب.

4. أجهزة اللعب المستهدفة: 

أجاب نصف المطورين أن بنسبة (51٪) الكمبيوتر الشخصي يعتبر الجهاز الأساسي الذي من المرجح أن ينجحوا به، يليه الأجهزة المنزلية بنسبة (42٪) والجوال بنسبة (33٪). أجاب أغلب المطورين بأنهم لا يتوقعون أي نجاح من الألعاب المستندة القائمة على الويب، خاصة أنها منصة يبتعد عنها اللاعبين.

5. أمثلة على مشاريع محلية ناجحة: 

على الرغم من تفضيل المطورين استهداف أجهزة الكمبيوتر لمشاريعهم، إلا أن جميع قصص النجاح تقريبًا من الألعاب التي أطلقها المطورون المحليون كانت على الهاتف المحمول. ومن أهم العناصر المشتركة في الألعاب هي تعدد اللاعبين والموضوعات الثقافية. بعض أمثلة المشاريع الناجحة: 

– تطبيق لعبة (برا السالفة) التي تجاوزت 7 ملايين تحميل في متجر قوقل للتطبيقات ومتجر آبل والتي عملت على تطويرها شركة Table Knight Games.

– تطبيق لعبة (كمِّلنا) التي عملت على تطويرها شركة Remal.

– تطبيق لعبة (King of Steering) التي عملت على تطويرها شركة UMX. 

– (أبو خشم) لعبة فيديو عملت على تطويرها شركة Moving Dimensions.

– لعبة (إنسان حيوان نبات) التي عملت على تطويرها شركة Abualamrin Studio.

6. تجربة النشر والتسويق: 

يركز غالبية المطورين على إنشاء الألعاب فقط. وعندما يتعلق الأمر بإطلاق اللعبة ودعمها من خلال التسويق والإعلان والتفاوض مع المنصات العالمية مثل Sony Playstation و Apple. حيث يسعى العديد من المطورين إلى الحصول على الخبرة والدعم المالي من الناشرين المتخصصين وذلك يرجع لسبب أن الناشرين هم الطريق الرئيسي لنقل اللعبة إلى جمهور عالمي. 

وجد البحث أن 92٪ من المطورين المحليين لم يعملوا مع ناشر من قبل مما يحد من الانتشار العالمي لألعابهم.

– كيف يتم نشر الوعي لألعابهم إذا كان جميع المطورين الذين تمت مقابلتهم تقريبًا ينشرون ألعابهم بأنفسهم؟

أكثر من 70٪ من مطوري الألعاب يسوقون لألعابهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، و 30٪ يستخدمون الإعلانات بأنواع مختلفة مثل الإعلانات على شبكة البحث، وشراء الوسائط، والإعلانات المروجة. بينما يعتمد 26٪ على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة من عدد المتابعين الذي يتمتع به منشئي المحتوى في المملكة العربية السعودية. تشمل طرق التسويق الأخرى حضور المعارض (15٪) والاعتماد على توصية الناس (7٪). رغم ذلك فإن وفقًا للتقرير 22٪ من المطورين لم يقوموا بأي تسويق على الإطلاق لألعابهم.

معظم قنوات التوزيع الأساسية هي متاجر تطبيقات الأجهزة المحمولة التي تستهدف مستخدمي Android و iOS. وأصبح الوصول إلى لاعبي الكمبيوتر الشخصي أسهل حيث تعد منصة Steam هي المتجر الرئيسي لأي شخص يرغب في نشر لعبة في الكمبيوتر.

7. التكاليف والأرباح الناتجة عن مشاريع تطوير الألعاب: 

يتراوح مبلغ الاستثمار الذي يسعى إليه المطورون من 40 ألف دولار إلى أكثر من 1.3 مليون دولار لإكمال ألعابهم. 

يتم الاستفادة من أموال المستثمرين في مزيج من التكاليف العديدة مثل الرواتب، والتسويق والإعلان، والاستثمار في التقنية والأدوات، والاستعانة بمصادر خارجية واستئجار مساحات مكتبية.

جميع مطوري الألعاب الذين تمت مقابلتهم يمولون مشاريعهم ذاتيًا (باستثناء مطور واحد). في حين أن المستثمرين المحليين سعداء بالاستثمار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ودعمها، ولكن يبدو أنهم لم يجدوا نقطة الدخول الصحيحة إلى الألعاب.

اثنتا عشرة شركة صرحت بأنها تلقت منحة في مرحلة ما في الماضي وكانت عشرة منها من خريجي برنامج GameChangers.

أما الشركتان الأخرى فهما UMX Studio التي حصلت على منحة من InspireU التابعة لشركة الاتصالات السعودية (STC)، وشركة Outbound Interactive التي حصلت على منحة من برنامج Tech Champions التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (MCIT).

يقوم ما يقارب ثلثي المطورين المحليين ببناء ألعاب تعتمد على نموذج أعمال متميز .(premium) ومع ذلك لا يزال اللعب المجاني شائعا بين المطورين حيث تأتي الغالبية العظمى من الألعاب على الهاتف المحمول وغالبًا ما تأتي مع الإعلانات وعمليات الشراء داخل التطبيق كَوسيلتَي تحقيق الدخل الأساسيتين.

8. الأهداف المستقبلية: 

يهدف 63٪ من المطورين المستقلين إلى إنشاء استوديو ألعاب خاص بهم في مرحلة ما في المستقبل. يخطط البعض لإنشاء ألعاب فنية صغيرة الحجم ويلتزم البعض الآخر بإنتاج عناوين AAA. ويفكر الأقلية بأن يصبحوا مزودي خدمة كاستوديو للإعانة الخارجية.

– لماذا يشعر الكثير من المطورين أن العمل كمطور ألعاب بدوام كامل أمر غير مجدي مقارنة بكثير من المهن الأخرى؟

قال أكثر من ثلث المشاركين في المقابلة أن هناك نقص في عروض العمل للمطورين. وقال 12٪ إنهم منعوا من العمل بدوام كامل لأنهم يدرسون حاليًا أو ما زالوا في التعليم، و 9٪  ذكروا أن نقص الخبرة هو الذي يعيقهم.

رغم هذا إلا أن جميع المطورين الذين تمت مقابلتهم لم يستبعدوا العمل بدوام كامل في تطوير اللعبة في المستقبل.

– لماذا تطوير الألعاب؟

ما يدفع معظم المطورين إلى صنع الألعاب هو الحِس الإبداعي ورغبة التعبير عن الذات فنيًا. وغالبًا ما يرتبط ذلك بإرادة تعزيز الثقافة السعودية من خلال وسائل الإعلام التفاعلية، والرغبة في إلهام الأجيال القادمة من مطوري الألعاب أو ببساطة لتحقيق النجاح المالي.

خاتمة: 

مطوري الألعاب السعوديين صغار السن نسبيًا، وعلى الرغم من أن معظمهم يعملون في الألعاب منذ أكثر من خمس سنوات إلا أن جودة عملهم غير ثابتة. وقد يكون هذا بسبب عدم تفرغهم الكامل ودوامهم الجزئي في صناعة الألعاب. ومع ذلك تضاعف عدد شركات الألعاب الناشئة في المملكة العربية السعودية تقريبًا في عام 2022 نتيجة لبرنامج GameChangers. وبذلك نستدل على أن رغم وجود التحديات إلا أن مستقبل مجال تطوير الألعاب المحلي مشرق و واعد وذلك تحديدًا لوجود رؤية 2030 التي تهدف إلى تنمية كثير من المشاريع لمختلف المجالات وتحقيق نقلة نوعية ومواكبة التطورات في عصر التقنية والتقدم الفكري.   

لعرض المزيد عن سوق الألعاب الإلكترونية والتوسع الذي واجهته المنطقة العربية اضغط هنا.

وإن كنت تريد معرفة المزيد عن التحديات التي تواجه المطورين العرب اضغط هنا.