أهمية التصنيف العمري للألعاب الإلكترونية
لماذا قد يهمك موضوع مثل التصنيف العمري للألعاب و ما فائدته على أي حال؟ و هل هناك أي فروقات فعلية بين لعبة ذات تصنيف عمري مناسب لعمر 16 فما فوق و لعبة أخرى من نفس الشركة لكن حصلت على تصنيف عمري مناسب لعمر 18 فما فوق؟ الإجابة بشكل مباشر ومختصر، بالتأكيد هناك فروقات، و ذات تأثير كبير أيضاً! على سبيل المثال بحسب التصنيف العمري السعودي الألعاب التي تحصل على تصنيف عمري مناسب لعمر 16 فما فوق، لن تجد فيها أشياء مثل المشاهد العنيفة جداً كالتعذيب و تمزق أجزاء الجسم، أو مواضيع مثل تعاطي المخدرات، السجائر، أو المشروبات الكحولية.
كل هذه النقاط تجعل من ملصق التصنيف العمري في أغلفة الألعاب من أهم العوامل اللتي يجب على الكثير من الناس النظر إليها عند نية شراء لعبة لجهاز إلكتروني مثل البلايستيشن، أو الحاسب الشخصي، و غيرهم من الأجهزة، و هذا يقودنا إلى نقطة الرقابة من الأهل لأولادهم سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين، قبل عدة سنوات معرفة المحتوى و نوعية التصنيف كان نوعاً ما عميلة تطلب معرفة بعدة جوانب، و حتى أن وجد لدى الأهل معرفة في جوانب التقنية وقتها لم يتواجد هيئات تصنيف عربية تقوم بهذه المهمة مع الأخذ بالمراعاة ثقافتنا العربية، و كانت الألعاب تأتي في الأسواق العربية مع ملصق التصنيف الأوروبي (PEGI) والأمريكي (ESRB) على غلافها، و اللذي بطبيعة الحال قد لا يكون بالضرورة يتناسب تماماً مع ثقافة أخرى، لذا الاعتماد وقتها على تصنيف عمري من ثقافة أخرى قد يأتي بمشاكل لم تكن في الأذهان، لكن الآن أصبح لدينا تصنيفات عمرية من دول عربية مثل الإمارات و السعودية، و تحديداً في مايو من عام 2016 أطلقت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع التصنيف العمري للألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، والذي قدم حلول لكثير من المشاكل التي كانت متواجدة أن ذاك، مثل حيرة بعض شركات الألعاب عن ما إذا كان سيتم فسح لعبتهم في الأسواق السعودية أم لا، و بالطبع النقطة الأهم هنا أن تواجد هئية مختصة في التصنيف العمري مع مراعاة الثقافة المحلية يساعد بشكل كبير الأهل في التعرف أكثر على عالم الألعاب الإلكترونية.
مراقبة المحتوى في الألعاب والأجهزة الإلكترونية
أجهزة الألعاب الإلكترونية الحديثة تحتوي على خواص متنوعة لمراقبة محتوى، فمثلاً شركة نينتندو لديها تطبيق خاص لمراقبة المحتوى و التحكم فيه و بشكل أساسي موجه للأهل، من خلال التطبيق تستطيع تحديد عدد ساعات معين للجهاز في كل يوم، و عندما يشارف الوقت المحدد على الإنتهاء سيظهر إشعار تنبيهي على شاشة الجهاز، التطبيق أيضاً يحتوي على خيارات مراقبة أخرى مثل إعطاء الضوء الأخضر لتصنيفات عمرية محددة للألعاب و تعطيل بعضها، تريد أن تجعل جهاز الألعاب مسموح له بتشغيل الألعاب ذات تصنيف مناسبة لعمر 12 فما فوق؟ بكل بساطة تستطيع تفعيل خواص مثل هذه بضغطة زر، جدير بالذكر أن الأمر يختلف بين كل جهاز العاب و اخر، أجهزة البلايستيشن عادة ما تكون خيارات مراقبة المحتوى فيها متواجدة في الجهاز نفسه ولا داعي لتحميل أي تطبيق للتحكم فيها.
الخلاصة
الألعاب الإلكترونية مثلها مثل بقية المنتجات الترفيهية الأخرى، قد يكون بعضها مفيد و قد تستفيد منه سواء من معلومات أو الانخراط في الجوانب الفنية للمنتج وما إلى ذلك، لكن بالطبع تظل منتج ترفيهي صنع لهذا الغرض، ليست بالضرورة بوابة خطر على الأطفال، المراهقين، أو البالغين، إنما مجرد منتج ترفيهي يخضع للكثير من اللوائح والإجراءات سواء لمراقبة المحتوى أو لأسباب أخرى، في صناعة وصلت أرباحها إلى ما يقارب الـ81 مليار دولار في عام 2021، عادةً ما سيكون الغرض من تطوير المنتج الترفيهي هو تحقيق أرباح على المدى الطويل و القصير، و لأسباب كهذه نرى الكثير من الشركات تقوم بتقديم نسخ خاصة قد تكون أقل دموية، او تم حذف مشاهد معينة منها، هذه النسخ مخصصة لأسواق معينة مثل اليابان، أستراليا، أو الشرق الأوسط، و الهدف منها هو لكي يتم فسح اللعبة في تلك الأسواق بدون مشاكل.